تساؤلات حارقة إليك أيها الوجه الآخر للحياة.. ذاك

تساؤلات حارقة

إليك أيها الوجه الآخر للحياة.. ذاك الوجه الصادق النقي (.) بعضاً من التنهدات المباحة لزمن منزوع الملامح.. غريب الإنسان.. باكي الفرح.. مؤلم أمله!!

أتعلمين يا (.) ما معنى الخسران!؟ ما معنى الانهزام؟! أتعلمين كيف يكون الفرح الباكي؟! وكيف يكون الأمل المؤلم؟! أتعلمين كيف يكون الزمن منزوع الملامح!؟ وكيف للتنهدات أن تباح!؟
أتعلمين كيف ينكسر بداخل الإنسان (رمز شامخ) كان في يوم ما.. مصدر قوة لمن حوله.. وفي لحظة الانكسار أصبح كما تمثال (صدام) لحظة سقوطه.. ملامح سيئة ومؤلمة.. ملامح أشبه ب (شبح) آخر الليل!!
أتعلمين كيف يكون الحب؟ أتعلمين كيف يكون العمر الزمني محسوباً بنبضات القلب..؟؟
(.) أتدركين كيف تتلون الملامح وتنقلب حسب الأجواء والأهواء!!؟ أتعلمين كيف هي مرارة العزلة و الوحدة!! وكيف هي حرقة الرحيل؟؟! أتعلمين كيف يكون اكتشاف الحقيقة أحياناً قاتلاً للحياة؟؟!
هل أزيد من عطش التساؤلات الحارقة…!!...

(.) أتعلمين أن الصداقة شرف.. بمثل ما هي عهد وثيق بالأمانة!!؟ أتعلمين أن (الحب) غيمة بيضاء دنست.. فأصبحت أكبر خديعة يتعامل بها بنو البشر إلا من رحم ربي منهم.. وجعل من قلوبهم غيمة نقية لا تلوثها الأجواء المتقلبة!!
أتعلمين أن النقاء.. هو ميزة للمؤمنين الصادقين!! وأن هناك (رباً) مطلعاً على خفايا النفوس.. وخلف كل الجدران!! وأن لا سر بحضرته تعالى حتى بينك وبين ذاتك!!؟
أتعلمين ذلك!!؟؟

علمتني أمي يا (.) كيف أكون الأصدق.. الأوفى.. علمتني كيف أحب... وأعشق.. بنقاء..!! علمتني كيف أعطي.. وأهب..!! وكيف أنام بهدوء.. وأحلم بحريتي.. علمتني كل شيء... ووهبتني كل شيء.. لكنها لم تعلم أن لكل شيء حدود.. وأن هناك من لا يستحق .. يا ((.
علمتني أمي.. أن لا اسرق من سرقني.. ولا أسيء لمن أساء لي.. ولا أكره من كرهني.. ولا أجرح من جرحني.. ولا أحقد على من حقد علي.. ولا أن آخذ بثأري من أحد.. ولا أخون من خانني.. ولا أطعن بخنجر الغدر من طعنني في ظهري.. بل أهبه صدري ليغرس طعنته.. علمتني أن أصبر.. واحتسب الأجر عند الله... والله كفيل بكل شيء.. وهو حسبه.
أرأيت يا (.) عظم الإنسان الحق!! وكيف له أن يعيش بسلام ونقاء..!! وكيف له أن يكون.. كما يريد أن يكون معه الآخرون..
فعلاً..
عامل الناس كما تحب أن يعاملوك. لا أن تتصنع لهم الملامح.. وتلونها حسب الموقف والمكان وتغدق بها من كرمك المغشوش.
درس قاس تعلمته.. وسأظل أردده..!!
صفعة قوية.. على وجهي أخذتها.. بيد من حديد.. أفاقتني من سبات كنت على وشك الاقتناع بواقعيته.. وأنه هو الحقيقة لا محال..
جعلتني الحياة أعد ذاتي بأن لا أهب شيئاً لأحد.. لا أهب إلا لأم حنون تغلفني دوماً بدعاء طاهر ترفعه بكفيها النقيتين.. ولأخ جعل من نفسه درعاً واقياً علي من سهام الجرح.. ولمن علمني فرد جناحي للطيران.. والتحليق من أجل آمال الغد.. ورسم مستقبل مشرق نقي!
فقط هؤلاء من أعد ذاتي أن لا أهب إلا لهم.. فاعذريني يا (.) فقد سقطت من ذاكرتي لغة الهبة للجميع.. وللعموم..!